-A +A
هاني الظاهري
تعازينا للوطن أولاً ولأنفسنا ثانياً ولأسر وأهالي شهداء الصلاة من رجال الأمن ثالثاً، أولئك الشهداء البررة الذين صعدت أرواحهم إلى بارئها أمس الأول وهم يخدمون الصائمين الركع السجود في حرم النبي عليه الصلاة والسلام إثر عملية إرهابية دنيئة لا يجرؤ إبليس نفسه على ارتكابها، ولكنها جريمة تؤكد أن دين هؤلاء الإرهابيين ليس الإسلام وأن نبيهم ليس نبي المسلمين وإلا لما أقدموا على سفك الدم الحرام بجوار قبره.
استهداف قلب العالم الإسلامي بالعمليات الإرهابية مسمار أخير يدق في نعش هذه التنظيمات الشيطانية التي تزعم زورا أنها تمثل الإسلام، فالأمة الإسلامية من أدناها إلى أقصاها تدرك اليوم أن الدين الإسلامي بريء من هؤلاء براءة الذئب من دم يوسف، وأن السعودية تدفع ثمن خدمة وتأمين الحرمين الشريفين من أرواح أبنائها ولن تتأخر عن سحق كل من تسول له نفسه ترويع زوار الحرمين أو تهديد أمنهم بأي شكل من الأشكال.

جريمة الإرهابيين في المدينة وقبلها جميع العمليات الإرهابية التي استهدفت مساجد السعودية تفضح القوى التي حاولت تصوير المملكة كداعم للإرهاب في المنطقة إذ لا يمكن عقلاً أن يستهدف الإرهابيون من يدعمهم، بل إن الغريب فعلاً أن دولة إيران التي تزعم أنها تحارب إرهاب داعش في العراق وسورية لم تتعرض لأي عملية إرهابية على أراضيها رغم أنها أقرب للدواعش الأوغاد من حرم رسول الله في المدينة، وأقرب إليهم أيضاً من مسجد قوات الطوارئ في عسير فكيف يمكن تفسير ذلك يا ترى؟!
لا شك أن ملة الإرهاب واحدة وأن من يتلاعب بهؤلاء الإرهابيين كالدمى ويوجههم لتنفيذ جرائمهم الدنيئة (سواء بعلمهم أو بدون أن يعلموا) أيدٍ استخباراتية لها مصالحها الخاصة من كل ذلك، ومن غير المستبعد أن تكون استخبارات عدة قوى دولية متورطة في الأمر بعد أن وجدت في هؤلاء الذين باعوا أنفسهم للشيطان وسيلة سهلة لتنفيذ مشاريعها في المنطقة.
أيضا لا يمكن تبرئة دعاة التطرف والطائفية من أبناء جلدتنا، فهم الحلقة الأولى التي يتم من خلالها تصنيع الخامة المبدئية من عناصر الإرهاب لتتلقفها بعد ذلك أيدي قوى الشر الإقليمية وتعيد توجيهها لتحقيق أهدافها، فبين أعداء الداخل وأعداء الخارج قاسم مشترك هو العمل الحثيث وبكل السبل على ضرب أمن هذا الوطن وتهديد وحدته ولحمته الاجتماعية بترويج الكراهية والتطرف.
إن استهداف رجال الأمن في المملكة نتيجة حتمية لدعوات التطرف ومعاداة السلطة، وكل متورط في ذلك بقصد أو بدون، وسواء كان سنياً أو شيعياً أو حتى من عبدة الشيطان هو فعلياً خادم رخيص لمشاريع أعداء السعودية، ولن ينجح في ظل تكاتف السعوديين ويقظة رجال الأمن الأبطال الذين وضعوا أرواحهم على راحاتهم لحماية هذا الوطن من كل معتد أثيم.